السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) حديث أم سلمة عن رسولي قريش مع النجاشي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
مسألة: الجزء الأول | التحليل الموضوعي |
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : لما نزلنا أرض الحبشة ، جاورنا بها خير جار النجاشي ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه ؛ فلما بلغ ذلك قريشا ، ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين ، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة ، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم ، فجمعوا له أدما كثيرا ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ، ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة ، وعمرو بن العاص ، وأمروهما بأمرهم ، وقالوا لهما : ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم ، ثم قدما إلى النجاشي هداياه ، ثم سلاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم .
قالت : فخرجا حتى قدما على النجاشي ، ونحن عنده بخير دار ، عند خير جار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلماالنجاشي ، وقالا لكل بطريق منهم : إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان ue]ص: 335 ] سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع ، لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم ، فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم ، فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم ، فقالوا لهما : نعم . ثم إنهما قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما ، ثم كلماه فقالا له : أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .
قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامهم النجاشي . قالت : فقالت بطارقته حوله : صدقا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم .
قالت : فغضب النجاشي ، ثم قال : لاها الله ، إذن لا أسلمهم إليهما ، ولا يكاد قوم جاوروني ، ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ، ورددتهم إلى قومهم ، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ، وأحسنت جوارهم ما جاوروني .
مواضيع مماثلة
» السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) حديث التاجر الذي ابتاع النجاشي
» السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) حديث رؤساء قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم
» السيرة النبوية لابن هشام - مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي [ حديث سلمة عن اليهودي الذي أنذر بالرسول صلى الله عليه وسلم ]
» السيرة النبوية لابن هشام - مسألة: التحليل الموضوعي حديث الحمس [ الحمس عند قريش ]
» السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) إحضار النجاشي المهاجرين ، وسؤاله لهم عن دينهم ، وجوابهم عن ذلك
» السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) حديث رؤساء قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم
» السيرة النبوية لابن هشام - مسألة: الجزء الأول التحليل الموضوعي [ حديث سلمة عن اليهودي الذي أنذر بالرسول صلى الله عليه وسلم ]
» السيرة النبوية لابن هشام - مسألة: التحليل الموضوعي حديث الحمس [ الحمس عند قريش ]
» السيرة النبوية السيرة النبوية (ابن هشام) إحضار النجاشي المهاجرين ، وسؤاله لهم عن دينهم ، وجوابهم عن ذلك
للمشاركة انت بحاجة لتسجيل الدخول
اذا كنت لا تملك حساب على موقعنا فيمكنك انشاء حساب
صفحة 1 من اصل 1
تعليمات المشاركة فى هذا القسم:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى