العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية ( وقوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، على الأرائك ينظرون ، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ ص: 189 ] ، وقوله : لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ، وهذا الباب في ك
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية ( وقوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، على الأرائك ينظرون ، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ ص: 189 ] ، وقوله : لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ، وهذا الباب في ك
#2358( وقوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، على الأرائك ينظرون ، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ ص: 189 ] ، وقوله : لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ، وهذا الباب في كتاب الله كثير ، من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ) .
الحاشية رقم: 1
ش قوله : وجوه يومئذ ناضرة . . إلخ ؛ هذه الآيات تثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم القيامة في الجنة .
وقد نفاها المعتزلة ؛ بناء على نفيهم الجهة عن الله ؛ لأن المرئي يجب أن يكون في جهة من الرائي ، وما دامت الجهة مستحيلة ، وهي شرط في الرؤية ؛ فالرؤية كذلك مستحيلة .
واحتجوا من النقل بقوله تعالى : لا تدركه الأبصار ، وقوله لموسى عليه السلام حين سأله الرؤية : لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
وأما الأشاعرة ؛ فهم مع نفيهم الجهة كالمعتزلة يثبتون الرؤية ، ولذلك حاروا في تفسير تلك الرؤية ، فمنهم من قال : يرونه من جميع الجهات ، ومنهم من جعلها رؤية بالبصيرة لا بالبصر ، وقال : المقصود زيادة الانكشاف والتجلي حتى كأنها رؤية عين .
وهذه الآيات التي أوردها المؤلف حجة على المعتزلة في نفيهم الرؤية ؛ فإن الآية الأولى عدي النظر فيها بـ ( إلى ) ، فيكون بمعنى [ ص: 190 ] الإبصار ؛ يقال : نظرت إليه وأبصرته بمعنى ، ومتعلق النظر هو الرب جل شأنه .
وأما ما يتكلفه المعتزلة من جعلهم ( ناظرة ) بمعنى منتظرة ، و ( إلى ) بمعنى النعمة ، والتقدير : ثواب ربها منتظرة ؛ فهو تأويل مضحك .
وأما الآية الثانية ؛ فتفيد أن أهل الجنة ، وهم على أرائكهم يعني أسرتهم ، جمع أريكة ينظرون إلى ربهم .
وأما الآيتان الأخيرتان ؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل .
ويشهد لذلك أيضا قوله تعالى في حق الكفار : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، فدل حجب هؤلاء على أن أولياءه يرونه .
وأحاديث الرؤية متواترة في هذا المعنى عند أهل العلم بالحديث ، لا ينكرها إلا ملحد زنديق .
وأما ما احتج به المعتزلة من قوله تعالى : لا تدركه الأبصار ؛ فلا حجة لهم فيه ؛ لأن نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية ، فالمراد أن [ ص: 191 ] الأبصار تراه ، ولكن لا تحيط به رؤية ؛ كما أن العقول تعلمه ولكن لا تحيط به علما ؛ لأن الإدراك هو الرؤية على جهة الإحاطة ، فهو رؤية خاصة ، ونفي الخاص لا يستلزم نفي مطلق الرؤية .
وكذلك استدلالهم على نفي الرؤية بقوله تعالى لموسى عليه السلام : ( لن تراني ) لا يصلح دليلا ، بل الآية تدل على الرؤية من وجوه كثيرة ؛ منها :
1 - وقوع السؤال من موسى ، وهو رسول الله وكليمه ، وهو أعلم بما يستحيل في حق الله من هؤلاء المعتزلة ، فلو كانت الرؤية ممتنعة لما طلبها .
2 - أن الله عز وجل علق الرؤية على استقرار الجبل حال التجلي وهو ممكن ، والمعلق على الممكن ممكن .
3 - أن الله تجلى للجبل بالفعل ، وهو جماد ، فلا يمتنع إذا أن يتجلى لأهل محبته وأصفيائه .
وأما قولهم : إن ( لن ) ، لتأبيد النفي ، وإنها تدل على عدم وقوع الرؤية أصلا فهو كذب على اللغة فقد قال تعالى حكاية عن الكفار : ولن يتمنوه أبدا ، ثم قال : ونادوا يامالك ليقض علينا ربك ، فأخبر عن عدم تمنيهم للموت بـ ( لن ) ، ثم أخبر عن تمنيهم له وهم في النار .
[ ص: 192 ] وإذا ؛ فمعنى قوله : ( لن تراني ) : لن تستطيع رؤيتي في الدنيا ؛ لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته سبحانه ، ولو كانت الرؤية ممتنعة لذاتها ؛ لقال : إني لا أرى ، أو لا يجوز رؤيتي ، أو لست بمرئي . . ونحو ذلك ، والله أعلم .
الحاشية رقم: 1
ش قوله : وجوه يومئذ ناضرة . . إلخ ؛ هذه الآيات تثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم القيامة في الجنة .
وقد نفاها المعتزلة ؛ بناء على نفيهم الجهة عن الله ؛ لأن المرئي يجب أن يكون في جهة من الرائي ، وما دامت الجهة مستحيلة ، وهي شرط في الرؤية ؛ فالرؤية كذلك مستحيلة .
واحتجوا من النقل بقوله تعالى : لا تدركه الأبصار ، وقوله لموسى عليه السلام حين سأله الرؤية : لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
وأما الأشاعرة ؛ فهم مع نفيهم الجهة كالمعتزلة يثبتون الرؤية ، ولذلك حاروا في تفسير تلك الرؤية ، فمنهم من قال : يرونه من جميع الجهات ، ومنهم من جعلها رؤية بالبصيرة لا بالبصر ، وقال : المقصود زيادة الانكشاف والتجلي حتى كأنها رؤية عين .
وهذه الآيات التي أوردها المؤلف حجة على المعتزلة في نفيهم الرؤية ؛ فإن الآية الأولى عدي النظر فيها بـ ( إلى ) ، فيكون بمعنى [ ص: 190 ] الإبصار ؛ يقال : نظرت إليه وأبصرته بمعنى ، ومتعلق النظر هو الرب جل شأنه .
وأما ما يتكلفه المعتزلة من جعلهم ( ناظرة ) بمعنى منتظرة ، و ( إلى ) بمعنى النعمة ، والتقدير : ثواب ربها منتظرة ؛ فهو تأويل مضحك .
وأما الآية الثانية ؛ فتفيد أن أهل الجنة ، وهم على أرائكهم يعني أسرتهم ، جمع أريكة ينظرون إلى ربهم .
وأما الآيتان الأخيرتان ؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل .
ويشهد لذلك أيضا قوله تعالى في حق الكفار : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، فدل حجب هؤلاء على أن أولياءه يرونه .
وأحاديث الرؤية متواترة في هذا المعنى عند أهل العلم بالحديث ، لا ينكرها إلا ملحد زنديق .
وأما ما احتج به المعتزلة من قوله تعالى : لا تدركه الأبصار ؛ فلا حجة لهم فيه ؛ لأن نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية ، فالمراد أن [ ص: 191 ] الأبصار تراه ، ولكن لا تحيط به رؤية ؛ كما أن العقول تعلمه ولكن لا تحيط به علما ؛ لأن الإدراك هو الرؤية على جهة الإحاطة ، فهو رؤية خاصة ، ونفي الخاص لا يستلزم نفي مطلق الرؤية .
وكذلك استدلالهم على نفي الرؤية بقوله تعالى لموسى عليه السلام : ( لن تراني ) لا يصلح دليلا ، بل الآية تدل على الرؤية من وجوه كثيرة ؛ منها :
1 - وقوع السؤال من موسى ، وهو رسول الله وكليمه ، وهو أعلم بما يستحيل في حق الله من هؤلاء المعتزلة ، فلو كانت الرؤية ممتنعة لما طلبها .
2 - أن الله عز وجل علق الرؤية على استقرار الجبل حال التجلي وهو ممكن ، والمعلق على الممكن ممكن .
3 - أن الله تجلى للجبل بالفعل ، وهو جماد ، فلا يمتنع إذا أن يتجلى لأهل محبته وأصفيائه .
وأما قولهم : إن ( لن ) ، لتأبيد النفي ، وإنها تدل على عدم وقوع الرؤية أصلا فهو كذب على اللغة فقد قال تعالى حكاية عن الكفار : ولن يتمنوه أبدا ، ثم قال : ونادوا يامالك ليقض علينا ربك ، فأخبر عن عدم تمنيهم للموت بـ ( لن ) ، ثم أخبر عن تمنيهم له وهم في النار .
[ ص: 192 ] وإذا ؛ فمعنى قوله : ( لن تراني ) : لن تستطيع رؤيتي في الدنيا ؛ لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته سبحانه ، ولو كانت الرؤية ممتنعة لذاتها ؛ لقال : إني لا أرى ، أو لا يجوز رؤيتي ، أو لست بمرئي . . ونحو ذلك ، والله أعلم .
مواضيع مماثلة
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية ( وقوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، على الأرائك ينظرون ، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ ص: 189 ]
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية الحـــواشي 2 ش قوله : وجوه يومئذ ناضرة . . إلخ ؛ هذه الآيات تثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم القيامة في الجنة .
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية الحاشية رقم: 1 ش وقوله : الرحمن على العرش استوى . . إلخ ؛ هذه هي المواضع السبعة التي أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش ، وكلها قطعية الثبوت ؛
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية ( قوله : رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وقوله : ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ، فلما آ
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية مسألة: الجزء الأول ( وقوله : وهو شديد المحال ، وقوله : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ، وقوله : [ ص: 156 ] ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية الحـــواشي 2 ش قوله : وجوه يومئذ ناضرة . . إلخ ؛ هذه الآيات تثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم القيامة في الجنة .
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية الحاشية رقم: 1 ش وقوله : الرحمن على العرش استوى . . إلخ ؛ هذه هي المواضع السبعة التي أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش ، وكلها قطعية الثبوت ؛
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية ( قوله : رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وقوله : ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ، فلما آ
» العقيدة الواسطية متن العقيدة الواسطية شرح العقيدة الواسطية مسألة: الجزء الأول ( وقوله : وهو شديد المحال ، وقوله : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ، وقوله : [ ص: 156 ] ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون
للمشاركة انت بحاجة لتسجيل الدخول
اذا كنت لا تملك حساب على موقعنا فيمكنك انشاء حساب
صفحة 1 من اصل 1
تعليمات المشاركة فى هذا القسم:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى