أكثروا من ذكر هاذم اللذات يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث:" أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت؛ فما ذكره أحد وهو في ضيق من العيش، إلا وسعه الله عليه، أو في سعة، إلا ضيق الله عليه" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. السؤال: إن صح الحديث كاملاً، فإن عندي تعا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أكثروا من ذكر هاذم اللذات يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث:" أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت؛ فما ذكره أحد وهو في ضيق من العيش، إلا وسعه الله عليه، أو في سعة، إلا ضيق الله عليه" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. السؤال: إن صح الحديث كاملاً، فإن عندي تعا
#1663- Ahmed bouihنائب المدير العام
- الجنس :
عدد المشاركات : 322
معدل نقاط النشاط : 12981
عدد التقيمات : 16
العمر : 28
البلد/الدولة :
العمل/الترفهية :
تاريخ الأنضمام فى الموقع : 23/11/2015
[color:d237=6600cc]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات؛ فما ذكره عبد قط وهو في ضيق، إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة، إلا ضيقه عليه. وحسنه الألباني. بينما ضعفه ابن الجوزي، فقال: هذا حديث لا يثبت.اهـ.
وليس هناك أي تعارض بين كون الموت ينغص اللذات ويضيقها، وبين كونه يخفف حال الضيق ويوسعها.
فصاحب السعة يتمنى دوام الحال التي هو عليها، فذكر الموت ينغص عليه ذلك ويضيقه، بينما صاحب الضِّيق لا يتمنى دوام الحال التي هو عليها، فذكره للموت يهون عليه ما هو فيه.
وننقل لك كلاما لبعض العلماء في شرح معنى الحديث، فيه تقرير لهذا المعنى، وزيادة وجوه أخرى.
قال القرطبي: فاعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، ثم إن الإنسان لا ينفك عن حالتي ضيق، وسعة، ونعمة، ومحنة. فإن كان في حال ضيق ومحنة، فذكر الموت يسهل عليه بعض ما هو فيه، فإنه لا يدوم، والموت أصعب منه. أو في حال نعمة، وسعة، فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها، والسكون إليها، لقطعه عنها .اهـ. من التذكرة بأحوال الموتى، وأمور الآخرة.
وفي التنوير للصنعاني: (فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش، إلا وسعه عليه) لأنه إذا تيقن من هو في الضيق أنه مفارقه، خالص عنه، هان عليه ما هو فيه؛ لأنّ الخلوص من المكروه محبوب، ولذا جاء في الحديث أنه لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون فيها عدد أيام الدنيا، لفرحوا. ولو قيل ذلك لأهل الجنة لحزنوا، ولذا قيل:
ما أضيقَ العيشَ ... لولا فسحةُ الأمَلِ
ويحتمل أن المراد أنكم إذا ذكرتموه في شدة وسعها عليكم؛ لأنكم تذكرون أنكم لاقون ما هو أشد منها وهو الموت، فترونها متسعة، فطبتم بها نفسا (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) لأنّ فراق المحبوب مكروه، وعرفت وجه التعليل بذلك قريبا كما قيل:
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ ... تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا.اهـ.
وفي بريقة محمودية: (فإنه ما ذكره) أي الموت (أحد في ضيق) كفقر، ومرض، وحبس، ومصائب الأنفس، والأولاد، والأموال، والأقارب (إلا وسعه) صيره واسعا، إما لأنه مذكر عدم كون النعم ملكا له، بل فانية ليس لها دوام، وإما للأجر فيما بعد الموت بالصبر، وإما لأن عمري أنفاس معدودة زالت سرعة، فلا تفاوت في سعته وضيقه (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها) أي السعة (عليه) لعلمه بمفارقتها، ومحاسبته أو مناقشته، بل تعذيبه عليها ولإخطاره كون ما في يده مستعارا له، والملك لغيره، ونفسه عبد خادم له. اهـ.
والله أعلم.
فقد أخرج ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات؛ فما ذكره عبد قط وهو في ضيق، إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة، إلا ضيقه عليه. وحسنه الألباني. بينما ضعفه ابن الجوزي، فقال: هذا حديث لا يثبت.اهـ.
وليس هناك أي تعارض بين كون الموت ينغص اللذات ويضيقها، وبين كونه يخفف حال الضيق ويوسعها.
فصاحب السعة يتمنى دوام الحال التي هو عليها، فذكر الموت ينغص عليه ذلك ويضيقه، بينما صاحب الضِّيق لا يتمنى دوام الحال التي هو عليها، فذكره للموت يهون عليه ما هو فيه.
وننقل لك كلاما لبعض العلماء في شرح معنى الحديث، فيه تقرير لهذا المعنى، وزيادة وجوه أخرى.
قال القرطبي: فاعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، ثم إن الإنسان لا ينفك عن حالتي ضيق، وسعة، ونعمة، ومحنة. فإن كان في حال ضيق ومحنة، فذكر الموت يسهل عليه بعض ما هو فيه، فإنه لا يدوم، والموت أصعب منه. أو في حال نعمة، وسعة، فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها، والسكون إليها، لقطعه عنها .اهـ. من التذكرة بأحوال الموتى، وأمور الآخرة.
وفي التنوير للصنعاني: (فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش، إلا وسعه عليه) لأنه إذا تيقن من هو في الضيق أنه مفارقه، خالص عنه، هان عليه ما هو فيه؛ لأنّ الخلوص من المكروه محبوب، ولذا جاء في الحديث أنه لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون فيها عدد أيام الدنيا، لفرحوا. ولو قيل ذلك لأهل الجنة لحزنوا، ولذا قيل:
ما أضيقَ العيشَ ... لولا فسحةُ الأمَلِ
ويحتمل أن المراد أنكم إذا ذكرتموه في شدة وسعها عليكم؛ لأنكم تذكرون أنكم لاقون ما هو أشد منها وهو الموت، فترونها متسعة، فطبتم بها نفسا (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) لأنّ فراق المحبوب مكروه، وعرفت وجه التعليل بذلك قريبا كما قيل:
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ ... تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا.اهـ.
وفي بريقة محمودية: (فإنه ما ذكره) أي الموت (أحد في ضيق) كفقر، ومرض، وحبس، ومصائب الأنفس، والأولاد، والأموال، والأقارب (إلا وسعه) صيره واسعا، إما لأنه مذكر عدم كون النعم ملكا له، بل فانية ليس لها دوام، وإما للأجر فيما بعد الموت بالصبر، وإما لأن عمري أنفاس معدودة زالت سرعة، فلا تفاوت في سعته وضيقه (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها) أي السعة (عليه) لعلمه بمفارقتها، ومحاسبته أو مناقشته، بل تعذيبه عليها ولإخطاره كون ما في يده مستعارا له، والملك لغيره، ونفسه عبد خادم له. اهـ.
والله أعلم.
_______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اتصل بنا
مواضيع مماثلة
» العقيدة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة...مسألة: الجزء الثالث.. [ ص: 481 ] سياق ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول الرب تبارك وتعالى رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرون نفسا .
» اسمعوا الحديث الذي دار بين النبي صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم مع جبريل
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي [ ص: 422 ] الفصل الثاني : حكم الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - اعلم أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرض على الجملة ، غير
» العقيدة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.. عن ابن عباس - ولا أحفظ حديث هذا من حديث هذا - أن ابن عباس قال : كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا غلام - أو يا غليم - ألا أعلمك كلمات ؟ " \ح\ :
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى. مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي [ ص: 401 ] الفصل الثالث : حرمته ، وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - واعلم أن حرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته ، وتوقيره ، وتعظي
» اسمعوا الحديث الذي دار بين النبي صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم مع جبريل
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي [ ص: 422 ] الفصل الثاني : حكم الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - اعلم أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرض على الجملة ، غير
» العقيدة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.. عن ابن عباس - ولا أحفظ حديث هذا من حديث هذا - أن ابن عباس قال : كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا غلام - أو يا غليم - ألا أعلمك كلمات ؟ " \ح\ :
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى. مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي [ ص: 401 ] الفصل الثالث : حرمته ، وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - واعلم أن حرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته ، وتوقيره ، وتعظي
للمشاركة انت بحاجة لتسجيل الدخول
اذا كنت لا تملك حساب على موقعنا فيمكنك انشاء حساب
صفحة 1 من اصل 1
تعليمات المشاركة فى هذا القسم:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى