السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى مسألة: الجزء الأول الفصل السابع : الدنو ، والقرب
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفصل السابع : الدنو ، والقرب
وأما ما ورد في حديث الإسراء ، وظاهر الآية من الدنو ، والقرب من قوله : دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى [ النجم : 8 ] فأكثر المفسرين أن الدنو ، والتدلي منقسم ما بين محمد ، وجبريل - عليهما السلام - ، أو مختص بأحدهما من الآخر ، أو من السدرة المنتهى .
قال الرازي : وقال ابن عباس : هو محمد دنا فتدلى من ربه .
وقيل : معنى دنا قرب ، وتدلى زاد في القرب ، وقيل : هما بمعنى ، واحد ، أي قرب .
وحكى مكي ، والماوردي - عن ابن عباس : هو الرب دنا من محمد ، فتدلى إليه ، أي أمره ، وحكمه .
[ ص: 243 ] وحكى النقاش عن الحسن ، قال : دنا من عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فتدلى ، فقرب منه ، فأراه ما شاء أن يريه من قدرته ، وعظمته .
قال : وقال ابن عباس : هو مقدم ، ومؤخر : تدلى الرفرف لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج ، فجلس عليه ، ثم رفع فدنا من ربه .
قال : فارقني جبريل ، وانقطعت عني الأصوات ، وسمعت كلام ربي عز وجل .
وعن أنس في الصحيح : عرج بي جبريل إلى سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليه بما شاء ، وأوحى إليه خمسين صلاة . . . وذكر حديث الإسراء .
وعن محمد بن كعب : هو محمد دنا من ربه ، فكان كقاب قوسين .
وقال جعفر بن محمد : أدناه ربه منه حتى كان منه كقاب قوسين .
وقال جعفر بن محمد : والدنو من الله لا حد له ، ومن العباد بالحدود .
وقال أيضا : انقطعت الكيفية عن الدنو ، ألا ترى كيف حجب جبريل عن دنوه ، ودنا محمد إلى ما أودع قلبه من المعرفة ، والإيمان فتدلى بسكون قلبه إلى ما أدناه ، وزال عن قلبه الشك ، والارتياب .
قال القاضي أبو الفضل - : اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو ، والقرب هنا من الله ، أو إلى الله - فليس بدنو مكان ولا قرب مدى ، بل كما ذكرنا - عن جعفر الصادق : ليس بدنو حد ، وإنما دنو النبي - صلى الله عليه وسلم - من ربه ، وقربه منه إبانة عظيم منزلته ، وتشريف رتبته ، وإشراق أنوار معرفته ، ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته ، ومن الله - تعالى - له مبرة ، وتأنيس وبسط وإكرام ، ويتأول فيه ما يتأول في قوله : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا على أحد الوجوه : نزول إفضال ، وإجمال ، وقبول ، وإحسان .
قال الواسطي : من توهم أنه بنفسه جعل ثم مسافة ، بل كلما دنا بنفسه من الحق تدلى [ ص: 244 ] بعدا يغني عن درك حقيقته ، إذ لا دنو للحق ، ولا بعد . وقوله : قاب قوسين أو أدنى فمن جعل الضمير عائدا إلى الله ، لا إلى جبريل على هذا كان عبارة عن نهاية القرب ، ولطف المحل ، وإيضاح المعرفة ، والإشراف على الحقيقة من محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعبارة عن إجابة الرغبة ، وقضاء المطالب ، وإظهار التحفي وإنافة المنزل ، والمرتبة من الله له .
ويتأول فيه ما يتأول في قوله : من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة قرب بالإجابة والقبول ، وإتيان بالإحسان وتعجيل المأمول .
وأما ما ورد في حديث الإسراء ، وظاهر الآية من الدنو ، والقرب من قوله : دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى [ النجم : 8 ] فأكثر المفسرين أن الدنو ، والتدلي منقسم ما بين محمد ، وجبريل - عليهما السلام - ، أو مختص بأحدهما من الآخر ، أو من السدرة المنتهى .
قال الرازي : وقال ابن عباس : هو محمد دنا فتدلى من ربه .
وقيل : معنى دنا قرب ، وتدلى زاد في القرب ، وقيل : هما بمعنى ، واحد ، أي قرب .
وحكى مكي ، والماوردي - عن ابن عباس : هو الرب دنا من محمد ، فتدلى إليه ، أي أمره ، وحكمه .
[ ص: 243 ] وحكى النقاش عن الحسن ، قال : دنا من عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فتدلى ، فقرب منه ، فأراه ما شاء أن يريه من قدرته ، وعظمته .
قال : وقال ابن عباس : هو مقدم ، ومؤخر : تدلى الرفرف لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج ، فجلس عليه ، ثم رفع فدنا من ربه .
قال : فارقني جبريل ، وانقطعت عني الأصوات ، وسمعت كلام ربي عز وجل .
وعن أنس في الصحيح : عرج بي جبريل إلى سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليه بما شاء ، وأوحى إليه خمسين صلاة . . . وذكر حديث الإسراء .
وعن محمد بن كعب : هو محمد دنا من ربه ، فكان كقاب قوسين .
وقال جعفر بن محمد : أدناه ربه منه حتى كان منه كقاب قوسين .
وقال جعفر بن محمد : والدنو من الله لا حد له ، ومن العباد بالحدود .
وقال أيضا : انقطعت الكيفية عن الدنو ، ألا ترى كيف حجب جبريل عن دنوه ، ودنا محمد إلى ما أودع قلبه من المعرفة ، والإيمان فتدلى بسكون قلبه إلى ما أدناه ، وزال عن قلبه الشك ، والارتياب .
قال القاضي أبو الفضل - : اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو ، والقرب هنا من الله ، أو إلى الله - فليس بدنو مكان ولا قرب مدى ، بل كما ذكرنا - عن جعفر الصادق : ليس بدنو حد ، وإنما دنو النبي - صلى الله عليه وسلم - من ربه ، وقربه منه إبانة عظيم منزلته ، وتشريف رتبته ، وإشراق أنوار معرفته ، ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته ، ومن الله - تعالى - له مبرة ، وتأنيس وبسط وإكرام ، ويتأول فيه ما يتأول في قوله : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا على أحد الوجوه : نزول إفضال ، وإجمال ، وقبول ، وإحسان .
قال الواسطي : من توهم أنه بنفسه جعل ثم مسافة ، بل كلما دنا بنفسه من الحق تدلى [ ص: 244 ] بعدا يغني عن درك حقيقته ، إذ لا دنو للحق ، ولا بعد . وقوله : قاب قوسين أو أدنى فمن جعل الضمير عائدا إلى الله ، لا إلى جبريل على هذا كان عبارة عن نهاية القرب ، ولطف المحل ، وإيضاح المعرفة ، والإشراف على الحقيقة من محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعبارة عن إجابة الرغبة ، وقضاء المطالب ، وإظهار التحفي وإنافة المنزل ، والمرتبة من الله له .
ويتأول فيه ما يتأول في قوله : من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة قرب بالإجابة والقبول ، وإتيان بالإحسان وتعجيل المأمول .
مواضيع مماثلة
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني .. الفصل السابع : دراسة أحاديث أخرى
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني .. الفصل السابع : حكم من وصف نفسه بصفة من صفات الأنبياء عليهم السلام
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني .. الفصل السابع : حكم من تعرض بساقط القول ، وسخيف اللفظ لله تعالى دون قصد
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي الفصل السابع : إعزاز ، وإكرام من له صلة به - صلى الله عليه وسلم -
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى مسألة: الجزء الأول [ ص: 166 ] الفصل السابع : حالته في الضروريات - صلى الله عليه وسلم - وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه مما فصلناه فعلى ثلاثة ضروب : ضرب الفضل في قلته ، وضرب ا
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني .. الفصل السابع : حكم من وصف نفسه بصفة من صفات الأنبياء عليهم السلام
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني .. الفصل السابع : حكم من تعرض بساقط القول ، وسخيف اللفظ لله تعالى دون قصد
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى..مسألة: الجزء الثاني التحليل الموضوعي الفصل السابع : إعزاز ، وإكرام من له صلة به - صلى الله عليه وسلم -
» السيرة النبوية كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى مسألة: الجزء الأول [ ص: 166 ] الفصل السابع : حالته في الضروريات - صلى الله عليه وسلم - وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه مما فصلناه فعلى ثلاثة ضروب : ضرب الفضل في قلته ، وضرب ا
للمشاركة انت بحاجة لتسجيل الدخول
اذا كنت لا تملك حساب على موقعنا فيمكنك انشاء حساب
صفحة 1 من اصل 1
تعليمات المشاركة فى هذا القسم:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى